قال الراجز1:
دون ظرابي بني قرواش2
فجرى هذا مجرى قولهم صلفاء3 وصلافي وخبراء4 وخباري؛ فردهم النون في إنسان وظربان ياء في ظرابي وأناسي كما ردوا همزة خبراء وصلفاء ياء يدل على أن الموضع للهمزة، وأن النون داخلة عليها. ونحو من ذلك أيضًا قولهم سكران وسكارى، وحيران وحيارى، وندمان5 وندامى، ونصران ونصارى6؛ فجرى هذا مجرى صحراء وصحارى.
فإن قيل: فما تنكر أن تكون النون هي الأصل والهمزة بدل منها، بدلالة قلبهم النون في "ظربان" و"إنسان" ياء في "ظرابي" و"إناسي"؛ فكما قلبت هنا ياء كذلك قلبت نون "فعلان" همزة في فعلاء، وما الفرق بينك وبين عكس الأمر عليك كما ذكرناه؟
فالجواب: أن الذي قدمناه من قولهم في صنعاء وبهراء7: صناعني وبهراني دلالة قاطعة على أن النون هي البدل من الهمزة، لا أن الهمزة بدلًا من النون، وإذا كان الأمر كذلك؛ فالنون أيضًا في "إنسان" و"ظربان" بدل من الهمزة لقولهم: ظرابي وأناسي كقولهم: "صلافي وخباري".
فإن قلت: فإن إنسانًا فعلان، وظربان: فعلان، وليس فيهما فعلان، وأنت قد قدمت من قولك أن النون في فعلان بدل، ولم تذكر فعلان ولا فعلان!