فأما ما أنشدناه أبو علي عن أبي عثمان1:

حتى إذا كانا هما الذين ... مثل الجديلين المحملجين2

فإنه إنما يشبه الذي بـ "من" و"ما" فحذف صلتها، ووصفها كما يفعل ذلك بـ "من" و"ما" ويجيء هذا في قول البغداديين على أنه وصلها بـ "مثل" لأنهم يجرونها مجرى الظرف.

ومن زيادة اللام ما أخبرني به أبو علي3 أن أبا الحسن حكى عنهم: الخمسة العشر درهمًا؛ فاللام في العشر لا تخلو من أن تكون للتعريف، أو زائدة؛ فلا يجوز أن تكون للتعريف لأن "خمسة عشر" اسمان في الأصل جعلا كالاسم الواحد، وقد تعرف الاسم من أوله باللام في الخمسة، ومحال أن يتعرف الاسم من جهتين وبلامين؛ فثبت أن اللام في العشر زيادة. إلا أنها ليست لازمة لزومها في "الآن" و"الذي" ونحو ذلك.

ومن ذلك ما أخبرني به أبو علي4، قال: أخبرني أبو بكر عن أبي العباس عن أبي عثمان، قال سألت الأصمعي عن قول الشاعر:

ولقد جنيتك أكمؤًا وعساقلًا ... ولقد نهيتك عن بنات الأوبر5

لِمَ أدخل اللام في الأوبر؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015