و "اللواتي" بوزن "الجواري" و"الغواني" جمع غانية، فاعرف هذه النكت؛ فقد استودعتها ما لا يكاد كتاب ينطوي عليه للطفه.

ولأجل ما ذكرناه من أن "الذي" إنما وقع في الكلام وصفًا لا محالة ما وجب عندهم أن يعود ضميره عليه أبدًا بلفظ الغيبة لا الحضور، وذلك قولك: "أنت الذي قام أخوه"، ولا تقول: "أخوك" إلا في ضرورة شعر، و"أنا الذي قام صاحبه"، ولا تقول "صاحبي" إلا للضرورة؛ وإنما ذلك لأن التقدير: "أنا الرجل الذي قام صاحبه"، و"أنت الرجل الذي قام أخوه"، كما قال طرفة1:

أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه ... خشاش كرأس الحية المتوقد2

ولم يقل: الذي تعرفونني. وعلى هذا كلام العرب الفصيح.

وقد جاء أيضًا الحمل فى مثل هذا على المعنى دون اللفظ، قال3:

وأنا الذي قتَّلْت بكرًا بالقنا ... وتركت تغلب غير ذات سنام4

فقال: قتلت، ولم يقل: قتل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015