وقد زادوها في أشد من هذا، قال:
فلا والله لا يفلي لما بي ... ولا للما بهم أبدًا دواء1
أي: لما بهم؛ فزاد لامًا أخرى مؤكدًا للإضافة بها. فهذه أحوال اللام العاملة فى الأسماء.
وأما اللام التي تلحق الأسماء وهي غير عاملة فيها؛ فعلى ضربين: أحدهما لام التعريف، والأخرى لام الابتداء.
فأما لام التعريف؛ فهى نحو قولك: الغلام، والجارية؛ فاللام هي حرف التعريف، وإنما دخلت الهمزة عليها لأنها ساكنة، فتوصلت إلى الابتداء بها بالهمزة قبلها، وقد ذكرنا فى باب الهمزة2 لم فتحت هذه الهمزة، ولم تكسر.
وذهب الخليل3 إلى أن "أل" حرف التعريف بمنزلة "قد" في الأفعال، وأن الهمزة واللام جميعًا للتعريف، وحكي عنه4 أنه كان يسميها "أل" كقولنا "قد" وأنه لم يكن يقول الألف واللام، كما لا يقول في قد: القاف والدال.
ويقوي هذا المذهب قطع "أل" في أنصاف الأبيات، نحو قول عبيد:
يا خليلي اربعا واستخبرا الـ ... منزل الدارس عن أهل الحلال
مثل سحق البرد عفَّى بعدك الـ ... قطر مغناه وتأويب الشمال5