باب القاف:

القاف: حرف مجهور، يكون أصلا لا بدلا ولا زائدا.

فإذا كان أصلا وقع فاء، وعينا، ولاما. فالفء نحو: قرن وقعد، والعين نحو: سقف وثقل، واللام نحو: خرق وعلق.

وأخبرني أبو علي: قراءة عليه، عن أبي بكر، عن بعض أصحاب يعقوب، عنه، قال: قال الفراء: قريش تقول: كشطت1، وقيس وتميم تقول: قشطت، بالقاف. وليست القاف في هذا بدلا من الكاف، لأنهما لغتان لأقوام مختلفين.

فأما ما حكاه الأصمعي من قولهم: امتك الفصيل ما في ضرع أمه وامتق، وتمقق وتمكك، إذا شرب كله. فالأظهر فيه أن تكون القاف بدلا من الكاف، لما ذهب إليه أبو علي، لأنه قال: من هذا أخذ اسم مكة، لأنها كالمجرى للماء، فهو ينجذب إليها. قال: فأما موضع الطواف، فهو بكة، بالباء، لأنه من الازدحام.

وقرأت عليه، عن أبي الحسن علي بن سليمان، عن أبي العباس، عن أبي الفضل الرياشي، في نوادر أبي زيد.

تبك الحوض علاها ونهلى ... ودون زيادها عطن منيم2

فقول الجميع مكة ولم يقولوا: مقة، يقوي أن الكاف هو الأصل. فأما قولهم: مققت الشيء: إذا فتحته، فليس من امتق في شيء، فيحكم بأنه من معناه، وكذلك قولهم للرجل الطويل: أمق، لا نسبة بينه وبين امتق في المعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015