سر الفصاحه (صفحة 154)

والجنون وذكر القفا من الألفاظ التي تستعمل في الذم وليست من ألفاظ المدح.

وقد كان بعض الأدباء يعيب قول ابن الرومي:

من شعرها من فضة ... وثغرها من ذهب

ويقول: إن التشبيه بالفضة والذهب إنما يقع في المدح وكان يجب أن يهجو هذه المرأة بما يستعمل من ألفاظ الذم وطرقه.

فإن قال قائل: إذا كان التنين هو الحية وكانوا كثيراً ما يشبهون الممدوح بالحية. ويقولون: هو صل صفاة وحية واد وأرقم وأسود وغير ذلك كما قال أبو الطيب:

يمد يديه في المفاضة ضيغم ... وعيناه من تحت التريكة أرقم1

وقال آخر:

إني على رأس العدو وتحته ... لغمام قسطلة وحية واد2

وقال الرضى:

نبهت منى يا أبا الغيداق ... أصم لا يسمع صوت الراقي

ذا ريقة تهزأ بالدرياق ... كأنما أم من الإطراق3

وقال حريث بن عناب:

أترجو الحياة يا بن بشر بن مسهر ... وقد علقت رجلاك في ناب أسودا

من الصم تكفى مرة من لعابه ... وما عاد إلا كان في العود أحمدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015