نحز رقابهم حتى صدعنا ... وأنف الموت منخره رثيم
فجعل للموت أنفا ومنخر رثيما من قولهم: - رثمت أنف الرجل فهو رثيم - إذا ضربته فدمى.
وقال ذو الرمة:
يعز ضعاف القوم عزة نفسه ... ويقطع أنف الكبرياء من الكبر
فاستعار للكبرياء أنفا أو لعله أراد أنف صاحب الكبرياء وحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. وقال معقل بن خويلد الهذلي:
تخاصم قوماً لا تلقى جوابهم ... وقد أخذت من أنف لحيتك اليد
يريد قبضت على طرف لحيتك كما يفعل المهموم فجعل للحية أنفاً: وقال أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان فيما قرأته عليه:
إذا ذن أنف البرد سرتم فليته ... عقيب التنائي كان عوقب بالجدع1
وقال أيضاً:
للطيب في منزلها سورة ... مناخر البدر بها تفغم2
فاستعار للبرد أنفاً وللبدر مناخر وقال سلم الخاسر:
لولا المقادير ما حط الزمان به ... لكن تولى بأنف كلمه دام
فجعل للزمان أنفاً دامياً. وقال الحسين بن مطير:
فلما مضى معن مضى الجود وانقضى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا