مساء دامس، كأنها فلقة قمر، على برج فضة. كأنما لبست قشور الدر بدر التم، شمس الضحى تضيء تحت نقابها، وغصن البان يهتز تحت ثيابها، ثغرها يجمع الضريب والضرب. قد أنبت صدرها ثمر كذا قد أثمر خدها التفاح، وصدرها الرمان، خرطت لها يد الشباب حقين من عاج، كأنها البدر قد قرط بالثريا ونيط بها عقد من الجوزاء، أعلاها كالغصن ميال، وأسفلها كالدعص منهال. لها عنق كإبريق اللجين، وسرة كمدهن العاج، نطاقها مجدب، وإزارها مخصب. مطلع الشمس من وجهها، ومنبت الدر في فمها، وملقط الورد من خدها، ومنبع السحر من طرفها، ومبادي الليل في شعرها، ومغرس الغصن من قدها، ومهيل الرمل في ردفها، سرية سرية، قينة كتصحيفها. الحسن في خلقها، والطيب في خلقها.

ذكر الشاب الغض الشباب

هو في اقتبال شبابه، وحداثة أترابه، وريعان عمره، وعنفوان أمره. هو في ريان شبابه واعتداله، وريعان إقباله واقتباله، شبابه طري، وذكاؤه قوي. غصن شبابه رطيب، وبرد حداثته قشيب، بعثه على ذلك أشر الصبى، ومرح الشبيبة، وسكر الحداثة. هو بعذرة الشباب، وفراغ البال، حدث بكر الآمال، بض الجمال، حسن الاقتبال، فتي السن، رطيب الغصن. عمره في إقباله، ونشاطه في استقباله، وشبابه في اقتباله، وماؤه بحاله. فلان في حكم الأطفال، الذين لم يعضوا على نواجذ الرجال.

خلاعة الشاب وتصابيه

أطاع الشباب وغرته، وأجاب الصبى وشرته. هو في عنفوان شبيبة تخاف سقطاتها وهفواتها، ولا تؤمن جمحاتها ونزواتها، جر أزر الصبى، وأذال ذيول الهوى. هو في سكري الشباب والشراب. هو بين نزقات الشبان، ونزغات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015