وكثرت فتوقه، واتسعت خروقه. أخمدت ناره، ووضع مناره، خبا قبسه، وكبا فرسه. قد قعدت به نواهضه، وتساقطت خوافيه وقوادمه.
انحاء الخطوب والنوائب
حصل بين أنياب الزمان ومخالبه، وصلي بنار حوادثه ونوائبه. تصرفت به خطوب تتلو خطوبا، وشوائب تدع الولدان شيبا. حوادث أجحفت، وكوارث الحفت. عصفت به عواصف الثبور، وقواصف الدهور. بين محنة قاصدة، ونكبة راصدة. قد عاين شدة متعبة، وعانى أموراً مستصعبة. مر به ما لو مر بالحديد لذاب، أو بالوليد لشاب. نشب في أعظم خطة، وأصعب ورطة. قد عضه ناب النائبة العظمى، ورمي بسهم الدامية الجلي، وحصل في أسر الطامة الكبرى. حرمسه الضر، وانحى عليه الزمن المر، ونشزت عليه البيض وشمست منه الصفر، وأكلته السود وحطمته الحمر. قد حلي بفم الدهر فما يشبع من أكله نهساً ونهشا، وخضماً وقضما.
سوء الحال واستحكام الحرقة
فلان يرتضع من الدهر ثدي عقيم، ويركب من الفقر ظهر بهيم. عاثر لا يستقل، سليم لا يبل، كسير لا ينجبر، مضيم لا ينتصر. قد زالت عنه الآلآء، وانثالت عليه اللأواء. لو بلغ الروق فاه، لولا قفاه. لا يأوي إلى ظل الدنيا إلا تقاربت أكنافها، ولا يمتري درها إلا أخلفت أخلافها.
سوء أثر الفقر والضر
جاء بوجه قد غبر فيه الفقر، وانتزف ماءه الدهر، وأمال قناته السقم، وقلم أظفاره العدم. وجه أكسف من باله، وزي أوحش من حاله. جاءنا ببدن ناحل، ووجه حائل، ورجل وحلة، ويد قحلة، وأنياب قد افتر عنها الضر، والعيش