وكفار نعمته، فلا يخلو أحد منهم من فجيعة وجيعة، وملمة أليمة، تشغلانه بنفسه، وتكلانه إلى خذلانه ونحسه، وتغنيان مولانا عن أن ينزع سهماً من كنانته، أو يشهر سيفاً من أسياف نقمته. لا زال مولانا واطئاً بسنابك خيله قمم منابذيه. مغمداً سيوفه في رقاب مخالفيه، زاد الله أعداءه سقوط مواقع، وهبوط مواضع، ونحوس طوالع، وحتم على كل مشاق لكلمته، محاد لدعوته، أن يكون الموت في رق الذل أهنأ مشارعه، وأقرب موارده، والله يجعل أعداء دولته، صرعى صولته، ومشاقي كلمته، جزر نقمته. لا زال أعداؤه تلفظهم ظهور الأرض، وتقبلهم بطون الترب. لا زال منابذوه حصائد سيوفه، ورهائن خطوب الدهر وصروفه.

استقرار الدار بالسلطان وما يتصل بذكر ذلك من الأدعية

أقبل مولانا فأقبلت به الدنيا المولية، وامجلت الظلمة المستولية. كأن حلوله بمركز عزه ومقر ملكه. حلول الديمة الوطفاء، غب السنة الشهباء، والنور المنتشر، بعد الظلام المعتكر. انحسرت الغمة بلألاء جبينه، ودرت النعم من أخلاف يمينه. عاد إلى سرير ملكه، ومقر عزه، على الطائر الأسعد، والجد الأصعد. فتوجهت الرغبات إلى الله في أن تقرن بذلك من الحبرة بأخضرها، ومن السعادة بأنضرها. هنأ الله مولانا أوبته إلى منشإ عزه، ومستقر ملكه. على أفضل ما وعدت به الطوالع السعيدة عند نهضته، ودلت عليه البشائر الحميدة في سفرته. أتت البشائر بعود مولانا إلى دار سلطانه المعمورة بنضارة أيامه. قد أعطته المطالب قيادها، ووطأت له المناجح مهادها عاد مولانا إلى السرير مستقراً على غاربه، حامياً لجوانبه، قد دانت له الطوائف، وأمن به الخائف، وضم النشر، ولم الشعث وأشرقت الأرض وتباشر البشر.

آخر كتاب السلطانيات وما يقع في أبوابها، ولله الحمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015