كتبت في إشاعته بما يملأ المسامع، ويشحن المجامع، ويعمر المحاضر، فيملك المنابر. قد أشعناه حتى لو عرفه الخاص من أخص المحاضر، وسمعه العام من صدور المنابر. شهر خبره في الخاص والعام، بين ألسنة المنابر وأسنة الأقلام. اهتزت له المجامع، وأصغت إليه المسامع، ووعاه الحاضر، وتزوده المسافر. طالعته بنبإ هذا الفتح الذي ينشر في المواسم، ويؤرخ في الملاحم، ويؤثر بين الغائب والحاضر، ويذاع على ألسنة المنابر.
؟ حسن حال البلدة المفتوحة والتخفيف عن رعيتها طهرها من شوائب الفساد، وأطلع فيها كواكب السداد، وأرخى من خناق الرعية، واستنقذها من أنياب الأذية. ابتسمت بلاد كذا عن ثغور الأمنة، وطالت فيها أنواع النصفة، وامحت دونها سمات الخونة، وجمع الله أهلها على مسالمة كشفت المحن، وعفت الإحن. استبدلت الرعية بشدة الوجل، قوة الأمل، وبانبساط الأبواع والأيدي عليها، انقباض الأطماع والعوادي عنها. سكنت الرعية، وانحسمت الأذية، ورتب العمال، وهذبت الأعمال. أطلع فيها كوكب العدل وكان خافيا، وأوضح لهم منهاج الأمن وكان عافيا. كأنما بدلوا من ظلمات نورا، وأعقبوا من موت نشورا. وصل إليهم برد الأمن وقد صلوا بحر الذعر. فرش النصفة وأفاضها، وبسط الرعية وأزال انقباضها، ووهب سقيمها لبريها، وظنينها لنقيها. أراح تلك البلاد من جامعة الضر والبوس، وظلمات الظلم العبوس. علمت الرعية أن العدل قد امتدت أبواعه، والجور قد نفدت أنواعه. فأيقنت بالخير الموفور، والانتقال من الظلمات إلى النور.
الأدعية السلطانية عند الفتوح والبشائر وغيرها
سألت الله أن يطيل بقاء مولانا موصول السلطان بالدوام، مكنوف الراية بالنصر