السيوف القواضب ولقى بين أنياب النوائب.
الأسر والاسرى وتشهيدهم
لم ينج من ودائع الأغماد، إلا من حصل في جوامع الأصفاد. حصلوا في قبضة الإسار، وكفة الخسار. نشب في حبالة الانتقام، وشرك الاصطلام. يا حسنه في زوال النعمة، وركوب النقمة، بوجه قد علس، ورأي قد برنس كذا قد أركبوا الفوالج، وتركوا بالتشهير عبرة الناظر، ولعنة الماقت. أوردوا مقرنين في الاصفاد، وتركوا عبرة للساعين في الأرض بالفساد.
هلاك الأعداء وفناؤهم
صاروا كرميم وهشيم، طاح في ريح عقيم. اصبحوا كالزرع المحصود، وصاروا حديثاً مثل عاد وثمود. صاروا جزر السباع والطيور، ورهن الدمار والثبور. لمم يبق لهم جثة واقفة، ولا عين طارفة، ولا روح تسري في جسد، ولا شخص خلق على كبد. حصدوا حصدا، وخبطوا بالسيوف خبطا. فلم يبق منهم صافر، ولا نجا منهم أول ولا آخر. أخذتهم الصاعقة، وحلت بهم البائقة، فلم يبق منهم نافخ نار، ولا رافع منار.
استنقذ الأجل ذماءه من ظبى السيوف وقد شارفته، وشبا الحتوف وقد شافهته. عرض على الموت عرض المحتضر، ثم أخر لأجل منتظر. نكص على عقبيه وقد كادت صروف الايام تفترسه، وانياب الحمام تنتهسه. نجا برأسه وقد فغرت المنايا أفواهها إليه، وكادت أظفارها تنشب فيه. فأخر لأجل مضروب، وانسئ لأمد مكتوب. استنقذه تاخر أجله من أنياب القواضب، ومخالب النوائب، ونجا بحشاشته وذماؤه على تلف، وشفافته على شرف.