إلا وقد انتصف الله للحق من الباطل، وكنفنا بالأيد القاهر، والنصر الشامل. هبت ريح النصر فأنجز الله لمولانا وعده، وأظفر جنده، وحفظ عاداته عنده. لاحت غرة الفتح، ووضحت وضوح الصبح، واشرقت صفحة الظفر، إشراق الشمس والقمر، ولما هبت لأشياع الدولة ريح النصرة، علت بهم يد القدرة فأتبعوا أدبار المارقين، وآووهم دار الفاسقين. جاء نصر الله والفتح، ونزل الظفر والنجح.
انجلاء المعركة عن القتلى والجرحى والأسرى والهزمى
انجلت غبرة المعركة، وقد أحاطت بالشقي يد المهلكة. اقتسم شيع الطغيان بين اجتياح سريع، وقتل ذريع، واسر موثق، وحصر موبق، ولم ينج إلا شرذمة لاذت بذمة الهرب، ولن تفوت يد الطلب. بين قتيل قد عجل الله بروحه إلى دار جزائه. واسير قد أوثقه ما ارتكبه بسوء رأيه، ومنهزم أطار الرعب قلبه، وسلب الخوف لبه. بين قتيل استأثر به الحمام، وأتى عليه الاصطلام، وجريح قد عاين طروق المنية، دون بلوغ الأمنية، ومنهزم لا يستبقيه الهرب، إلا بمقدار ما يناله الطلب. قسمهم أولياء الله بين قتيل تبوأ من النار محبسه، ومول جعل ثوب العار ملبسه، واسير حبس على حكم الشريعة، ومستأمن ألحق بأهل الصنيعة بن قتيل موسد، واسير مصفد، وهارب مطرد، ومستأمن مقيد، بين قتيل متشحط بدمائه، وجريح متقلب بذمائه، بين قتيل مرمل، وجريح مجدل، واسير مكبل. لم ير من أشياع المخذول إلا أسير موثق، وجريح مرهق، وقتيل مطرح، وشريد مطوح. إلا أسير وحسير، وقتيل وعقير وجريح وقريح، ومرمل ومزمل، ومقبور ومثبور. تقرقوا بين أسر أحاطت بالرقاب جوامعه، وجرح تحكمت في الأجساد لواذعه، وقتل دنت من الأشقياء مشارعه. قيل لأولئك الأغماز، القصار الأعمار: شاهت الوجوه