قرينا. استزل الشيطان قدمه، وعرض دمه، وأطال ندمه، نزغ له الشيطان، وامتدت في الغي أشطانه، وجد الشيطان بينهم منزعاً، ولصائب سهمه فيهم منزعا. عاد الشيطان يسدي ويلحم في إلقاح الشحناء، ويسرج ويلجم في إلقاء العداوة والبغضاء. طاوع شيطانه إذ أظله، وزل معه حين استزله. قد انخرط في سلك، وأظهر كلمة العصيان. أبى إلا الامتداد عنانه، في الانقياد لشيطانه، واشتداد قواه، في الإستسلام لهواه.
ذكر الغي والبغي والتمرد وسائر ما يتعلق بخلال العصيان
أقام على الغي الذي هو له موضع، والبغي الذي هو فيه موضع. حلف على الموالاة فحنث، وعهد في المصافاة فنكث، وعلمت حال فلان في حينه وشقائه، وسفاهة عقله ورأيه ودخوله في ظلمة المعصية، وخروجه من نور الطاعة وركوبه المركب الذي لا بد أن يترجل راكبه، بل يتخذل فارسه. فلان قد عصى، وشق العصا، وخلع ربقة الطاعة، وفارق ظل الجماعة، جن وقلب المجن. عكف على استضلال الغواة، وصار مجناً دون الجناة. قد مد يداً قصيرة، ليتناول غاية بعيدة. فض ختام العافية بالعذر، وبدد شمل الخبر بقلة الشكر. قد شرب كأس الجهالة، واستوطأ مركب الضلاله، عاد زند شره قادحا، وفتي ضره قارحا. قد شملت معرته، وعظمت مضرته. راغ عن المذهب القويم، وزاغ عن الصراط المستقيم. أضله عماه، وزلت به قدماه. تسنم وعد الخطة العظيمة، وركب ظهر الفتنة الجسيمة. طار في ضلاله ووقع، وتاه في غيه وتسكع. انتطى ظهر الإغتراب، وأطاع داعي البوار ذهب في العصيان شر مذهب، وامتطى من الطغيان أصعب مركب. رشح أطفال الضغائن، وأحيا أموات السخائم، وأدب عقارب الشر، وأدر لقاح الجور، وأيقظ نائم الفتنة، وأوقد نار الحرب. قد نزت به نوازي البطنة، وهدرت على يده شقائق الفتنة.