وينابيع الأرزاق. قبل اليد التي هي قبلة القبل وكنز الأمل.
ما يقع في هذا الباب من ذكر العصاة والأعداء ووصف أحوالهم ونعت أفعالهم
البطر وكفران النعمة والضيم والإستيلاء
فلان قد أثرى فبغى، واستغنى فطغى. أرضته الموهبة فتسخطها، وشملته النعمة فغمطها. نعم ترتع في أكلائها، وتغفل عن شكر آلائها. ما زالت الأيام تكشف لنا مساويه، وغلط رأينا فيه، وتدل على أن الإحسان إليه يفسده بقدر ما يصلح من النجيب، والإنعام يضر فيه بقدر ما ينفع في اللبيب. انكشف عنه حسن الإصطناع، عن قبح الإمتناع، وكثرة البر، عن قلة الشكر أشر حين أنست وحشته، وغدر يوم صفت عيشته، جحد النعمة التي رفعته عن خمول، وغمط الصنيعة وقد أطلعته عن أفول. غمط النعمة التي أوجدته عن عدم، وحلته عن عطل. أساء مجاورة النعم فكفرها، وجلل صفحة الصنيعة بالغموط فأنكرها. لبس ثوب الخذلان، وجاهر بالبغي والعدوان، وقابل النعمة بالكفران. حسب أن الغنم في الكفران والكنود، وأن الثعالب تسطو في مرابض الأسود.
ركوب الهوى وطاعة الأماني الكاذبة والآراء الفاسدة
قد ركب أضاليل الهوى، وأباطيل المنى، وأحاديث النفوس الكواذب، ووساوس الآمال الخوائب، هيهات ما أضل ذلك من رأي وأسوأه من اختيار وأبعده من سداد وصواب، وأخلقه بعائدة وبال ونكال. يفتل في حبل المنى غارباً وذرى، ويخبط خبط العشواء سبراً وسرى. قدر أن مغمز رأينا يلين له، وأيدي انتصارنا تقصر عنه، فركب رأسه، وأطاع وسواسه. يتمنون الأماني