بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب السلطانيات

وما يأخذ مأخذها

ذكر الخلفاء

قد خصه الله بشرف الولادة، وحاز له إرث النبوة، وبوأه محل الخلافة، واسترعاه أمر الأمة. لا دنيا إلا به ومعه، ولا دين إلا لمن تولاه واتبعه. قد اجتباه الله لوراثة الرسالة، وجعل طاعته فرقاً بين الهدى والضلالة، وجعل آيته الكبرى، ورايته العليا، إذ كان راعي دين الله وإمامه، ووارث علم رسول الله ومقامه. كافل الأمة وراعيها، وسائس اللة وحاميها. سليل النبوة، وعقيد الخلافة، وسيد الأنام، والمستنزل بوجهه در الغمام، إن شاء الله شفع النبوة بالخلافة إكمالاً للرحمة والرأفة، وقرن الرسالة بالإمامة نظراً للخاصة والعامة. قد حاز الله لمولانا أمير المؤمنين مواث آبائه الراشدين الذائدين عن حوزته، اللاحنين بحجته، العامرين لبلاده، الراعين لعباده، الآمرين بما أمر، الناهين عما خطر. مولانا كفو الملك، وكافي الخلق، ورب السرير، ورب التدبير.

ذكر السلطان وطيب ثمرة من والاه وسوء مغبة من ناواه

السلطان ظل الله في أرضه، والمؤتمن علي حقه، واليد المبسوطة على خلقه، يرحم ما وسعت الناس النعمة، ويعاقب إذا أصلحتهم النقمة، عالماً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015