ومدرجة اتضاع. أدرجني في أثناء الغفلة، كما طوي ثوب على غرة، وأهملني إهمال النسي الذي نهي عن ذكره، صد صدود المخمور عن الخمر، وأعرض إعراض الغواني عن بياض الشعر أراني كلما بعدت صحبة، رجعت ركبة، وكلما طالت خدمة، قصرت حشمة حر شوقي لا يصبر على برد جفائك، ورقة قلبي لا تقاوم غلظة إعراضك. كأن الزمان يستملي أنواع الجفوة من طبعك، ويستقي أصناف القسوة من بحرك لا أدري هل أشكوك إلى الدهر أم أشكوه إليك؟ فإنكما في قطيعة الصديق رضيعا لبان، وفي استيطاء مركب العقوق شريكا عنان.
سائر ألفاظ العتاب والاستزازة
لا يكاد خيالك يغبني نوما، فما لكتابك لا يسرني يوما. أنت سخي بمالك على من يطالبك. بخيل بكتابك، على من يكاتبك. تتوسع في ألوف فتضايق في حروف. قد طواني منذ نشرته، وجفاني حين بررته، وترك أن يطالع بحرف، أو يطيل المودة إلا على حرف. إن لم يكن لنا مطمع، في درك درك، فاعفنا من شرك. في الأرض مجال إن ضاقت ظلالك، وفي الناس واصل إن رثت حبالك. كنت أحسبك تهتز إذ لوحت فصرت ترتز وإن صرحت. قد قام بيني وبين أصلك حاجز من فعلك، سيستحي لك فضلك من فعلك، وكفى بك نائب عني في عدلك. هنيئاً لك من حمانا ما تحله، ومن عرانا ما تحله، ومن أعراضنا ما تستحله. أين يا سيدي ذمار العشرة، وذمام الصحبة. أتميل عمن يميل إليك، وتصرف وجهك عمن وجهه لك، وتولي عمن قبلته أنت. هذا الفناء خصب المراد، فما بالي فيه عسر المراد، وتوفر مولاي على غير مستزاذ، فما بالي حصلت على غير زاد. ما بالك تبخل علي بالألف من خط قلمك، وتجود على سائليك بالألف من كرمك، وتناقشني بالسطر من حوارك، وأنت تسامح الإخوان بشطر يسارك.