الدعة، والروح والسعة. ملكتني حرقة تتغلغل بين اللهاة والتراقي، وخنقتني بوداعك عبرة تتحير بين الجفون والمآقي.
تذكر أيام اللقاء وصفوها
يا أسفي على غفلات العيش، ولحظات الأنس. إذ ظهائرنا أسحار، وليالينا نهار، وشهورنا أيام، وسنونا قصار. يا أسفي على رداء من الأيام دقيق ما لبسناه، حتى خلعناه، وروض من الزمان مريع، ما حللناه حتى فارقناه. أيامنا والدهر غافل، والباع قاصر، وروض التلاقي ناضر، حين الدهر غلام، والحلم حرام. كانت أيامنا من غرر العمر، وغرر الدهر. كيف أنسى تلك اللمعة من عمري، والصفوة من شربي، وهما غرة في أدهم، وشهاب في ليل مظلم. سقى الله أياماً لو كان دهري عقداً كانت واسطته، أو كان عمري جيداً لكانت قلادته. أيامنا وطرف البعد أرمد لا يطرف، ويد الزمان مغلولة لا تعسف. أيامنا، والدهر كال المنسر، لين المكسر لا يسود اعتنانه، ولا يجمع عنانه. أيام طابت مشارعها، ولانت أخادعها. أيام في عود النوى خور، وليال في باع الدجى قصر. أيام حسنت فكأنها أعراس، وقصرت فكأنها أنفاس. أيام مغم رياها، وطاب جناها، وصفا نسيمها، وخلص نعيمها، وقد خفض الدهر جناحه لنا، ولين الزمان مهاوة بيننا، نأخذ ما نشاء وندع، ونلعب كيف شئنا ونرتع، أيامنا التي حازت أيام الشباب حسنا ورقة، وفاتت أعلام المطارف لينا ودقة، التي تخجل خدود الرياض وتفضح حواشي الحلل، وساعاتنا التي هي ألطف من مسارقة النظر، ومخالسة القبل.
الأدعية الاخوانية
أعادنا الله للإلتقاء فما أرق نسيمه، وألذ نعيمه. أسأل الله أن ينتقم من أيام