بسم الله الرحمن الرحيم
وما يأخذ مأخذها
ذكر المودة
مودة سكنت سواء الصدر، وحلت سواد القلب. مودة تلوح عليها غرر الخلوص، وتبدو فيها آثار الخصوص. مودة طالت بها المدة، واستحكم غرسها، وتمهد في القلب أسها. صحيفة ود يمليها علي الملوان، وأنطق فيها بلسان الزمان. مودة لا يضطرب حبلها، ولا ينحسر ظلها. ود سليم الصفحة، أملس الجلدة، مشرق السحنة، واضح الجبهة. مودة أدين بها عن خالصة النفس، وأودعها واسطة القلب، وأجمع عليها نواحي الصدر، وأحرسها عن لواحظ الدهر. قد اتخذنا المودة بيننا ديناً وخليقة، ورأيناها بين الناس مجازاً، فأعدناها حقيقة. صدر الود سليم، وطريق العهد مستقيم. ود انتهى الصفاء إليه وقد بلغ أقصاه، وعهد خيم الوفاء عليه فألقى عصاه. قد ملك مودتي عذارء، حين القلب فارغ، وحاز طاعتي بكرا، وظل الصبي سابغ. بيننا مودة تتصل مدتها، ولا تنقطع مادتها.
حسن المخالصة
لا أحول عن عهدك وإن حالت النجوم عن ممارها، ولا أزول عن ودك وإن زالت الجبال عن مقارها. عهدك سجير فكري، وودك سمير ذكري. عهد