يوزع له فكرا، أو يجرح له صدرا، وقدم العالم عنه، فدية له. رغبت إلى الله في إطالة بقائه، كاشفاً بدوام مدته الغمم، وساداً بنضارة دولته الثلم، والله يطيل بقاءه وارثاً للأعمار، مفسوحاً له في الامهال والإنظار. محصن الدولة عن النوائب اللاحقة، محمي العرصة عن المصائب الطارقة. أطال الله بقاءه، وارثاً للآجال، حائزا للأماني والآمال، ينسخ مدة الملوين، ويخلق جدة الجديدين، وعمره عمر النسرين، وأبقاه بقاء العصرين. عمره الله محوط النفس والساحة، مبشراً للخيرات المتاحة. مصرفاً عنان الملوين، مقلباً زمام الزمان بكلتا اليدين.
ما يختص منها بالاشراف
أحسن الله عزاء مولاي عن الشريف، وورثه عمره، كما ورثه فخره، وذخر الله له الأجر عليه، كما أعلى ذكره بالانتساب إليه، والله يجبر مصابه كما أكرم نصابه، ويقيه المحاذر، كما ورثه المفاخر، ويبارك له في إحسانه الجسيم، وفضله العميم، كما بارك على إبراهيم، وآل إبراهيم صلى الله عليه وعلى محمد وآله أجمعين.
مخاطبة العلماء والزهاد في التعزية
أحق الناس بالتسلي عند طروق المصائب، وأولاهم بالتسليم مع هجوم النوائب، من آتاه الله من العلم ذخيرة، وجعل على نفسه بصيرة، وهذه حال الشيخ في فقد فلان. ورثه الله عمره، وأبقاه ما شاء بعده. إذا كان الشيخ هو القدوة في العلم وما يقتضيه، والأسوة في الدين وما يجب فيه، لزم أن يتأدب في حالات الصبر والشكر بأدبه، ويؤخذ في تارات الأسى والأسى بمذهبه، فكيف لا بتعزيته عند حادث رزيئته، إلا إذا روينا له، بعض ما أخذناه عنه، وأعدنا إليه طائفة مما استفدنا منه. قد علم الشيخ أن من خلق للعرض