الباب السادس في سيرته- صلّى الله عليه وسلم- في الحمية

وقد أشار الله تعالى إليها بقوله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ [النساء 29] وقال تعالى:

وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا [الأعراف 31] .

روى ابن ماجة عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية- رضي الله تعالى عنها- قالت: دخل علي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومعه عليّ، وهو ناقه من مرض، ولنا دوالي معلقة فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يأكل منها وقام عليّ ليأكل منها فطفق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول لعليّ:

«إنك ناقه» حتى كفّ قالت: وصنعت شعيرا وسلعا فجئت به، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لعليّ:

«من هذا اصبّ فإنّه أنفع لك»

[ (?) ] .

وروى ابن ماجه عن صهيب- رضي الله تعالى عنه- قال: قدمت على النبي- صلى الله عليه وسلم- وبين يديه خبز فقال: ادن وكل فأخذت وأكلت فقال: تأكل تمرا، وبك رمد فقلت: يا رسول الله، أمضغ من الناحية الأخرى فتبسم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ورواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

وروى الإمام أحمد والحاكم عن الحسن قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «لا يجامعنّ أحدكم وبه حقن من خلاء، فإنّه يكون منه البواسير»

[ (?) ] .

وروى مسلم عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «غطّوا الإناء وأوكئوا السقاء، فإن في السّنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا ينزل عليه الوباء» .

وروى أبو داود في المراسيل بإسناد صحيح عن زياد السّهمي، مرفوعا قال: نهى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن تسترضع الحمقى، فإنّ اللّبن «يشبه» وعند ابن أبي خيثمة «يعدي»

[ (?) ] .

وروى القضاعي بسند حسن من حديث ابن عبّاس مرفوعا «الرّضاع يغيّر الطّباع» .

وروى ابن حبيب مرفوعا أنه- عليه الصلاة والسلام- نهى عن استرضاع الفاجرة.

وروى الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد مرفوعا بسند فيه محمد بن مخلد الرّعيني وهو ضعيف: «من شرب الماء على الرّيق انتقصت قوّته» [ (?) ] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015