وهو تثبيته بالعصمة وتأييده بالحكمة الآتي بها الملك من الله تعالى إلى أحد أنبيائه- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- بحيث لا يشك بأنه من رسل الله تعالى إليه بالوحي، لعدم صحة تصور السلطان من صورة الملك بعلم ضروري يخلقه الله تعالى فيه، أو بدليل قاطع مظهر لديه لتتم كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته.
قال القاضي- رحمه الله تعالى-: الصواب أنهم معصومون قبل النبوة من الجهل بالله تعالى وصفاته والتشكك في شيء من ذلك، وقد تعاضدت الأخبار والآثار عن الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- بتنزيههم عن هذه النقيصة منذ ولدوا ونشأتهم على التوحيد والإيمان، بل على إشراق أنوار المعارف ونفحات ألطاف السعادة كما نبهنا عليه في الباب الثاني من القسم الأول.
قلت: وقد أوردت في باب [....] ما فيه كفاية.
ولم ينقل عن أحد من أهل الأخبار أن أحدا نبّئ واصطفي ممن عرف بكفر وإشراك قبل ذلك، ومستند هذا الباب النقل، وقد استدلّ بعضهم بأن القلوب تنفر عمن كانت هذه سبيله.
قال القاضي: وأنا أقول: قد رمت قريش نبينا- صلى الله عليه وسلّم- بكل ما افترته وعيّر