ولفظ الترمذي: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزل الله عليّ أمانين لأمّتي» فذكره وزاد: «فإذا مضيت تركت فيكم الاستغفار إلى يوم القيامة»
[ (?) ] .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أماناً لأمته وقومه من العذاب، إذ درأه الله تعالى عنهم بسبب كونه فيهم. قال بعضهم: النبي صلى الله عليه وسلم هو الأمان الأعظم ما عاش وما دامت سنّته باقية فهو باق، فإذا أميتت فانتظروا البلاء والفتن!
روى البيهقي عن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- قال: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء فقال: «النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة أصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون»
[ (?) ] .
والأمنة بضم الهمزة وفتح الميم وبفتح الهمزة أيضاً: الوافر الأمانة الذي يؤتمن على كل شيء. وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأن الله تعالى استأمنه على وحيه. أو الحافظ أي حافظ لأصحابه يدفع به الله قيل من البدع وقيل من الاختلاف والفتن، ولا ينافي هذا
قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بأمة رحمة قبض نبيها قبلها»
لاحتمال أن يكون المراد برحمتهم أمنهم- من المسخ والخسف ونحو ذلك من أنواع العذاب، وبإتيان ما يوعدون من الفتن بينهم بعد أن كان بابها منسدّاً عنهم بوجوده صلى الله عليه وسلم أو معنى الأمن كما في قوله تعالى: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه أمان المؤمنين من العذاب والكافرين من الخسف والعقاب
الجامع للخير المقتدى به أو المعلّم للخير. وأصل الأمة: الجماعة. وسمي به صلى الله عليه وسلم كما سمّي به إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لأنه اجتمع فيه صلى الله عليه وسلم من الأوصاف الحميدة والخصال الجميلة ما لم يجتمع في أمة كثيرة من الناس
ذكرها «د» والمشهور أنها من أسماء الله تعالى فإن صح ما قاله كانت مما سماه الله تعالى به من أسمائه وقد بسطت الكلام على ذلك في كتاب «القول الجامع الوجيز الخادم للقرآن العزيز
بالهمز أوله والياء آخره: الحديد القلب واللسان، الذكيّ المتوقّد، مأخوذ من لمع النار وهو لهبها وإضاءتها كأنه لفرط ذكائه إذا لمع أول الأمر عرف آخره كما قال أوس بن حجرٍ [ (?) ] :