ذكر تعظيم ما [ (?) ] لا يعقل للحرم روى ابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي» عن جويرية بن أسماء [ (?) ] عن عمه رحمهما الله تعالى قال: حججت مع قوم فنزلنا منزلاً ومعنا امرأة، فنامت فانتبهت وحيّة منطوية عليها جمعت رأسها مع ذنبها بين ثدييها فهالنا ذلك وارتحلنا فلم تزل مطوية عليها لا تضرّها شيئاً، حتى دخلنا أنصاب الحرم فانسابت فدخلنا مكة فقضينا نسكنا وانصرفنا، حتى إذا كنا بالمكان الذي تطوّقت عليها فيه الحية، وهو المنزل الذي نزلنا فنامت فاستيقظت والحية منطوية عليها، ثم صفّرت الحية فإذا بالوادي يسيل علينا حيّات فنهشنها حتى بقيت عظاماً، فقلت لجارية لها: ويحك أخبرينا عن هذه المرأة. قالت: بغت ثلاث مرات، كل مرة تلد ولداً فإذا وضعته سجرت التّنور ثم ألقته فيه.
وروى الأزرقي عن ابن أبي نجيح- رحمه الله تعالى- قال: لم تكن كبار الحيتان تأكل صغارها في الحرم زمن الطوفان.
وروى ابن أبي شيبة عن ابن سابط [ (?) ]- رحمه الله تعالى- قال: كأن الناس إذا كان الموسم في الجاهلية خرجوا ولم يبق أحد بمكة، وإنه تخلّف رجل سارق فعمد إلى قطعة من ذهب فوضعها ليأخذ أخرى، فلما أدخل رأسه همزه البيت فوجدوا رأسه في البيت واسته خارج البيت فألقوه للكلاب.
وروى الجندي عن طاوس [ (?) ]- رحمه الله تعالى- قال: إن أهل الجاهلية لم يكونوا يصيبون في الحرم شيئاً إلا عجّل لهم ويوشك أن يرجع إلى ذلك.
والأحاديث والآثار في تعظيم حرمة الحرم أكثر من أن تحصر.
وروى الأزرقي عن حويطب بن عبد العزى [ (?) ] رضي الله تعالى عنه- قال: كنا جلوساً بفناء الكعبة في الجاهلية فجاءت امرأة إلى البيت تعوذ به من زوجها فجاء زوجها فمد يده إليها فيبست يده، فلقد رأيته في الإسلام وإنه لأشلّ.