فراشه" (?).
وكان بالمدينة رجل يُلحد، وآخر يضرح.
فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه.
فسبق صاحب اللحد، فلحدوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - (?).
تقول عائشة -رضي الله عنها-: ما علمنا بدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الأربعاء (?).
فلما فرغوا من دفنه قالت فاطمة -رضي الله عنها-: "يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التراب" (?).
وتقول أم سلمة -رضي الله عنها- بينما نحن مجتمعون نبكي لم ننم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيوتنا، ونحن نتسلى برؤيته على السرير، إذ سمعنا صوت الكرارين في السحر، فصحنا وصاح أهل المسجد فارتجت المدينة صيحة واحدة، وأذن بلال بالفجر، فلما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكى وانتحب فزادنا حزناً (?).
عباد الله! إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا رسول الله لمحزونون، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.