ومن تواضعه - صلى الله عليه وسلم -.
يقول أنس - رضي الله عنه -: إن كانت الأمة -أي العبدة المملوكة- من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - فتنطلق به حيث شاءت" (?) وذلك ليقضي لها حاجتها، إنها أخلاق النبوة.
- وسئلت عائشة - رضي الله عنها - ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله- يعني: خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة، خرج إلى الصلاة (?). وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا مرَّ على الصبيان سلم عليهم (?).
ومن تواضعه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" (?).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله أوحى إلى؛ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد" (?).
والله -عز وجل- يثني عليه في كتابه فيقول: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}، وقال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)} [التوبة: 128].
عباد الله! وبهذا التواضع، وبهذه الرحمة، وبهذا الرفق من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -