ويقول - صلى الله عليه وسلم -: " .. وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي -أي طريقتي- وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ" (?).

عباد الله! فعندما ندرس سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يتبين لنا الطريق الذي يوصل إلى رضا الله والجنة.

الفائدة الثالثة: يعرف المسلمون من أين ينطلقون وكيف يبدؤون.

فالرسول - صلى الله عليه وسلم - بُعث في الناس وهم في ضلال مبين يعبدون الأصنام ويأكلون الميتة، ويأتون الفواحش، ويقطعون الأرحام، والقوي يأكل الضعيف، ويشربون الخمر. من أين بدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوته لهذا المجتمع الذي يتقلب في الضلال المبين؟ هل بدأ بالمواجهة المسلحة فأعلنها حرباً وتدميراً وإرهاباً للكفار في مكة؟

الجواب: لا.

هل بدأ بدخول البرلمانات النيابية والوصول إلى المناصب العليا في البلاد لتوصيل الإِسلام لهم؟

الجواب: لا.

هل بدأ - صلى الله عليه وسلم - برفع راية الجهاد أولاً لتحرير الأرض من يد الفرس والروم؟

الجواب: لا.

هل بدأ بثورة إصلاحية لتصحيح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية؟

الجواب: لا.

ولكنه - صلى الله عليه وسلم - بدأ بدعوة الناس أولاً إلى عقيدة التوحيد؛ إلى "لا إله إلا الله"؛ وهذه هي دعوة الأنبياء كلهم قبله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015