أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)} [القمر: 2 - 5].
فإذا كان هذا حالهم يقول الله- عز وجل- لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} واتركهم ليوم عظيم: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)} [القمر: 6 - 8].
عباد الله! أبو بكر الصديق وخبر الإسراء والمعراج.
أما أبو بكر الصديق عندما وصله الخبر ماذا قال:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما أُسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد الأقصى؛ أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتدّ ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه؟ وسعوا بذلك إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال: أو قال ذلك؟
قالوا: نعم.
قال: لئن كان قال ذلك، لقد صدق.
قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟!
قال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحه، فلذلك سُمي أبو بكر: الصديق" (?).
أمة الإِسلام! الإسراء والمعراج فيها دروس وعظات وعبر عظيمة فما هي