ومقابل ذلك رد قول الإمام أحمد بن حنبل ويحي بن معين في موضع واحد1, ومن أجل ما تقدم كان لكتاب السؤالات أهمية بالغة بالنسبة لمن جاء بعد البرقاني كالمزي والحافظ الذهبي, أو من عاصره كالخطيب البغدادي, وتجلت هذه الأهمية في اعتمادهم على كتاب السؤالات اعتمادا كليا.
ولعل الخطيب البغدادي كان من الذين انفردوا في عزو النقول بسنده عن البرقاني عن الدارقطني وكان نقله حرفيا, ومن أجل هذا كنت أعتبر كتاب الخطيب بمثابة نسخة أخرى في تصحيح النسخة الفريدة التي وقفت عليها, وذلك في التراجم التي أوردها في تاريخه عن كتاب السؤالات بل تعدى الأمر عن ذلك حيث قمت بإلحاق ترجمة وهب بن حفص الحراني من كتاب التاريخ, لأن حرف الواو ساقط كله من أصل الكتاب, والنص الذي ألحقته يدل على أن الناسخ قد سها عنه, لأن الأسلوب هو أسلوب السؤالات.
سبب تحقيق لنصوص الكتاب:
يعود السبب في ذلك على أمور أجملها بالآتي:
1 - اعتماد النقاد على أقوال الدارقطني وبالذات رواية البرقاني عنه.
2 - الأخطاء الفاحشة التي وقعت في بعض المؤلفات التي نقلت عن البرقاني2.
3- اختلاف العلماء في نقل بعض النصوص المحررة في السؤالات بين الإيجاز والمخل والبتر.
كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى إخراج هذا الكتاب, وأرجوا الله أن أوفق في إخراج بقية كتب السؤالات عن الدارقطني لتكتمل مجموعته في الجرح والتعديل: