وبعد ذلك جاء الكلام حول مصنِّف كتاب السؤالات، أعني الآجري، فذكرت للرجل ترجمة تشتمل على ذكر نسبه ووفاته، وشيوخه وتلاميذه، وثقافته وخاصة في الجانب الحديثي، وتوثيقه وتعديله، وعلاقته بأبي داود بما لم أسبق إليه أيضاً - لأني لم أعثر للمذكور على ترجمة قط - معتمداً في ذلك على ما تمكنت من استنباطه من مادة كتابه، وعلى بعض العبارات النادة الواردة في شأنه في تراجم شيخه أبي داود.
والواقع أنني عانيت الكثير من الصعوبات في محاولة الكشف عن تلك المعلومات التي ضمنتها ترجمة الرجل، إلى أن تيسر لي التعريف به وبحاله بما يكتفي ببيانه عند المحدثين.
ثم تعرضت بعد لدراسة موجزة لعلم النقد اشتملت على تعريفه ونشأته، وتدوينه ومراحل تطوره، وأهدافه، وميادين تطبيقه، وطبقات النقاد على اختلاف مناهجهم، وعلى بعض الكتب المؤلفة في النقد على اختلاف أنواعه عند المحدثين.
وتلا ذلك بيان قيمة كتاب السؤالات ككتاب نقدي، فكان أصلاً في فنه، وبيان مصادر أبي داود فيه، ومدى اعتماد الأئمة من بعد للمادة النقدية التي تضمنها الكتاب، فكان الكتاب من أنفس كتب النقد التي تبحث في الرواة وأحوالهم.
وأخيراً بيّنت منهج المؤلف في كتابه المذكور، ودلائل ثبوت نسبته إليه، ودراسة السماعات كما جرت عادة المحققين المتثبتين في ذلك، ثم اتبعت المنهج الذي سلكته في التحقيق بما أسلفت ذكره في موضعه.
2- مادة الكتاب الأصلية: أعني التي تضمنها ذات الكتاب، وهي قضايا حديثية عامة، الغالب عليها نقد الرواة، وبعض مروياتهم وما إلى ذلك، وقد عالجت كلاً منها حسب ما تقتضيه الحاجة.
وقد واجهت في سبيل إخراج مادة الكتاب الصعوبات الجمَّة، ووقفت