طَرِيقه حَدِيثا مُنْكرا جدا مَا أَدْرِي مَنِ الآفة فِيهِ

(1) فَلَعَلَّ ابْن الْأَحْمَر سَمعه مِنْهُ2 بعد احتراق كتبه"3، وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي الغرائب لَهُ حَدِيثا وَقَالَ: "تفرد بِهِ أَبُو خَليفَة "، وَقَالَ ابْن حجر: "أَخطَأ فِي سَنَده ".

وَلم يُصَرح الخليلي باختلاطه بعد احتراق كتبه، وَمَا ذكره ابْن حجر –مَعَ أَنه احْتِمَال - لَا يُفِيد الِاخْتِلَاط، بل هُوَ عِنْد التَّأَمُّل دَلِيل على الضَّبْط؛ لِأَن من كَانَ مكثراً واحترقت كتبه، وَلم يُخطئ إِلَّا فِي حديثين، فَهُوَ بالإتقان والثقة وَالْحِفْظ أولى، وَقد أغرب عدد من الْحفاظ المتقنين المكثرين فِي أَحَادِيث مَعَ جلالتهم وتوفر كتبهمْ، وَلم يحطهم ذَلِك عَن مرتبتهم، وَلِهَذَا فَإِن الذَّهَبِيّ قَالَ عَنهُ: "مُسْند عصره بِالْبَصْرَةِ ... كَانَ ثِقَة عَالما مَا علمت فِيهِ لينًا"4، وَقَالَ أَيْضا: "ولد سنة سِتّ ومئتين، وعُني بِهَذَا الشَّأْن وَهُوَ مراهق، فَسمع سنة عشْرين ومئتين، وَلَقي الْأَعْلَام، وَكتب علما جماً ... وَكَانَ ثِقَة صَادِقا مَأْمُونا " 5.

وَالَّذِي يظْهر أَنهم تكلمُوا فِيهِ من أجل مَسْأَلَة الْوَقْف فِي الْقُرْآن، حَيْثُ قَالَ مسلمة بن الْقَاسِم: "كَانَ يَقُول بِالْوَقْفِ وَهُوَ الَّذِي نُقم عَلَيْهِ " 6، وَذكر السَّهْمِي أَنه لما حَضرته الْوَفَاة قَالَ: "قد جعلت كل من تكلم فيَّ فِي حِل إِلَّا من قَالَ إِنِّي أُقف فِي الْقُرْآن، أَقُول: الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق"7، وَقَالَ أَبُو عَليّ النَّيْسَابُوري الْحَافِظ: "دخلت أَنا وَأَبُو عَوَانة الْبَصْرَة، فَقيل: إِن أَبَا خَليفَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015