قال: إن لي ستة، قال: " أنفقها في سبيل الله تعالى " (?). وروي عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " تصدقوا "، فقال رجل: عندي دينار. قال: " تصدق به على نفسك " قال: عندي دينار آخر، قال: " تصدق به على زوجك " قال: عندي دينار آخر، قال: " تصدق به على ولدك "، قال: عندي دينار آخر، قال: " تصدق به على خادمك " قال: عندي دينار آخر، قال: " أنت أبصر " (?).
فهذه الآثار تبين أن الترتيب في الذكر هنا يفيد الأولوية في العطاء إن ضاق الخير عن أن يشمل الأنواع كلها، وقد ذكر سبحانه الوالدين والأقربين من غير ذكر ما يدل على الحاجة، وذكر بقية الأصناف مع ذكر بقية الأوصاف الدالة على الحاجة؛ لأن الوالدين والأقربين يجب رعايتهم والإحسان إليهم، وإن لم تكن فيهم حاجة شديدة؛ فإن كانوا في حاجة شديدة فالإنفاق ألزم. ولقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك " (?)، ولقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " من أراد منكم أن يبارَك له في رزقه، وينسَأ له في أجله فليْصِلْ رحمه " (?). والبر بذي الرحم مطلوب في القطيعة أشد منه عند المودة؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح " (?)