زهره التفاسير (صفحة 8466)

بعد أن ندفن، ولذا قال تعالى عنهم: (أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ)، أي أننا نخرج من القبور، بعد أن دفنا فيها، وصرنا في ضمن أجزائها، ولا منفصل عنها، فكيف يتميز خلقنا عن خلقها، وقد أكدوا عدم الخروج بتكرار الاستفهام، كأنه في ذاته أمر غريب، وزكوا الاستفهام المانع باللام والوصف، أي أنكون مخرجين حقا وصدقا، وخروجا مؤكدا.

وقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) كان الإظهار في موضع الإضمار، فلم يقل وقالوا؛ وذلك لأن الصلة وهي الجحود والكفر هما الإنكار، واستغراق المادة لهم، حتى إنهم لَا يفكرون قط في أمر معنوي، ولا أمر غيبي فقد استغرقتهم المادة حتى صاروا لَا يؤمنون إلا بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015