زهره التفاسير (صفحة 6733)

الحواس، أي وحاستك سليمة، ولماذا كانت العلامة الدالة على وفاء اللَّه ببشراه وتنفيذها بالفعل هي حبسه عن الكلام ثلاثة أيام متتابعة، وهو سليم الحواس، تلك إرادة اللَّه تعالى ولا يعلم إرادة اللَّه إلا اللَّه سبحانه وتعالى، وقد نتلمس معرفة بعض أسرار ذلك الحبس فنقول إنه سبحانه وتعالى قد أراد به العتب، لذكر غرابة البشرَى، وقد يكون إعفاءً لزكريا وامرأته من لجاجة القول عند الفضوليين من الناس، وقد يكون للانصراف إلى العبادة والعكوف في منزله أو المسجد الأقصى، قد يكون لذلك أو لغيره، والعلم عند اللَّه العليم الخبير. ولما تأكد مجيء الولد وكان على وشك المجيء، كان التسبيح والتكبير هو شكر للَّه تعالى، وكان ذلك منه ومن قومه؛ لأنه ليكون لهم ولي لزكريا، له حنانه وعطفه ومحبته، ولذا قال تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015