زهره التفاسير (صفحة 6217)

يخرجك قومك فقال - صلى الله عليه وسلم -: " أو مخرجي هم " فقال: ما أتى قوم بمثل ما أوتيت إلا أخرجوه. (?)

وفى سنة وفاتها توفى الحامي الحاني أبو طالب الذي كان درئة (?) من قريش، فسمى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك العام عام الحزن.

وذهب إلى الطائف يعلن الدعوة في ثقيف عسى أن يكون منهم النصراء المستجيبون ولكنهم ردوه ردا قبيحا وأحس أنه فقد المعين، فقال داعيا ربه: " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي إلا أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي سخطك أو يحل عليَّ غضبك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ".

استجاب اللَّه تعالى لنبيه الكريم فأعطاه القوة بالبراهين الحسية التي لَا يماري فيها إلا المثبورون، فشق له القمر ورآه السارُون (?) فماروا وقالوا سحر مستمر مع أنه رؤى رأي العين، وأعطاه اللَّه قوة الحيلة فتحايل للدخول إلى مكة فى جوار بعض القرشيين، فدخلها بين أولاد من نزل في جواره، وقد خرجوا ليناصروه، وإذا كان فقد العم البار الحاني، والزوجة المؤنسة الواسية الحانية فإن اللَّه تعالى أشعره بأن اللَّه معه ومؤنسه، وكان ذلك بالإسراء والمعراج، فآنسه اللَّه تعالى في وحشته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015