زهره التفاسير (صفحة 5280)

2

(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ... (2)

الضمير يعود على القرآن الذي تشير إليه هذه الحروف، حتى قيل: إنها اسم للسور التي تصدرتها (قُرْآنًا عَرَبِيًّا) أي أنزلناه كتابا يقرأ عربيا، وليس أعجميا، فهو قرآن عربي، وليس بأعجمي، وهذا النص يدل على أمرين:

الأمر الأول: أنه نزل مقروءا متلوّا، علمنا اللَّه تعالى قراءته وتلاوته، ولم يتركنا نتصرف في قراءته، كما نقرأ كلاما من كلام الناس، بل علمنا قراءته وترتيله، كما قال تعالى: (. . . وَرَتَلْنَاهُ تَرْتِيلًا). وكما قال تعالى في نزوله، وجبريل يقرئه للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19).

الأمر الثاني: إن القرآن المعجز هو العربي، وليست ترجمته قرآنا؛ لأنها من عبارات البشر، ولأن الترجمة لَا يمكن أن تكون محققة لمعاني القرآن، إذ هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015