مشركين وأهل كتاب، وقد خاضت في ذلك خوضا كثيرا كتب السيرة النبوية والمفسرون بالرواية.
وإننا من مجموعها نستخلص أمرين - أولهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى عليه، ويظهر أن ذلك كان قبل نزول هذه الآية.
وثانيهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كفنه في قميصه (?)، وكان ذلك أيضا قبل نزول هذه الآية الناهية، وإن الصلاة عليه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان رفيقا بأصحابه، وقد كان ابن هذا المنافق صحابيا جليلا فكان - صلى الله عليه وسلم - يكرم الحي، بالسكوت عن إيذاء الميت، ولقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما أسلم عكرمة بن أبي جهل لأصحابه: " لقد جاءكم عكرمة مسلما، فلا تسبوا أباه، فإن السب يؤذي الحي ولا يضر الميت ".
ويروى في ذلك أنه لما مرض عبد الله بن أبي بعث إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليأتيه، فلما دخل عليه قال - صلى الله عليه وسلم -: " أهلكك حب اليهود "، فقال: يا رسول الله بعثت إليك لتستغفر لي لَا لتؤنبني، وسأله أن يكفنه في شعاره الذي يلي جلده ويصلي عليه، فلما مات دعاه ابنه إلى جنازته (?).
وأما أنه - صلى الله عليه وسلم - قد كفنه في قميصه فقد قال الرواة: إنه عند أسر العباس، كان قميصه قد فُقد، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير قميص رق له، وقد ناصره بعد أبي طالب، فطلب صحابته أن يأتوا بقميص، فلما يوجد قميص على تفصيله إلا قميص عبد الله بن أبي؛ لأنه كان ضخما. والنبي - صلى الله عليه وسلم -أحق من أوفى بالمعروف معروفا ولو كان من رأس النفاق (?).
ولقد قال تعالى بعد ذلك: (إِنَّهمْ كَفَروا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) هذه الجملة في مقام