زهره التفاسير (صفحة 3119)

عمر: إنَّ أشدَّ الناس عذابا يوم القيامة المنافقون ومن كفر من أصحاب المائدة وآل فرعون، قال الله تعالى: (فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ). واختلف العلماء في المائدة هل نزلت أم لَا؟ فالذي عليه الجمهور - وهو الحق - نزولها، لقوله تعالى: (إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ). وقال مجاهد: ما نزلت وإنما هو ضَرْبُ مَثَلٍ ضَرَبه الله تعالى لخلقه فنهاهم من مسئلة الآيات لأنبيائه. وقيل: وعدهم بالإجابة فلما قال لهم: (فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ) - الآية. واستغفروا الله وقالوا: لَا نريد هذا، وهذا القول والذي قبله خطأ، والصواب أنها نزلت. قال ابن عباس: إن عيسى ابن مريم قال لبني إسرائيل: " صوموا ثلاثين يوما ثم سَلُوا الله ما شئتم يُعْطيكم " فصاموا ثلاثين يوما وقالوا: يا عيسى لو عملنا لأحد فقضينا عملنا لأطعَمَنَا، وإنا صمنا وجُعنا فادع الله أن ينزل علينا مائدة من السماء، فأقبلت الملائكة بمائدة يحملونها، عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات، فوضعوها بين أيديهم فأكل منها آخر الناس كما أكل أولهم.

وعن ابن عباس وأبى عبد الرحمن السُلَميّ كان طعام المائدة خبزا وسمكا.

وخرّج التِّرمذيّ في أبواب التفسير عن عمّار بن ياسر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما وأُمِروا ألا يَخونوا ولا يَدَّخروا لغد فخانوا وادّخروا ورَفعوا لغدٍ فَمُسِخوا قِرَدة وخنازير " (?).

* * *

(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015