زهره التفاسير (صفحة 2226)

دونه إلا لمن هو أهل له، ولقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " إذا وُسِّد الأمر " لغير أهله فانتظروا الساعة " (?)

والأمانة واجبة سواء أكان من ائتمنك عادلا أم كان جائرا، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " أدِّ الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك " (?). ومن المقررات في الفقه الإسلامي أن الظالم لَا يُظلم.

والعدل مطلوب في ذاته، يستوي في ذلك المسلم وغير المسلم، فقد قال تعالى (. . . وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى. . .).

(إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) الوعظ معناه التذكير بالخير والتحذير من الشر، بما يرق له القلب، ويخضع له الوجدان. و (ما) هنا إما نكرة بمعنى شيء، أو موصول، والمعنى واحد، وإن اختلف التخريج النحوي. ومؤدى النص أن الله جلت حكمته وهو العليم بكل شيء يأمركم بالأمانة والعدالة وَلَنِعْمَ هما شيئا خطيرا جليلا ذا أثر عظيم، في حياتكم العامة والخاصة، يذكركم به ويدعوكم إليه، فأداء الأمانات وإقامة العدالة، بهما تقوم الأمم، وعليهما تبنى دعائم العزة والكرامة الإنسانية، فهما ممدوحان دائما، ولا ينتج عنهما إلا خير، ولا ينتج عن تركهما إلا شر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015