وقال الآخر:

تغرب أمري فانفردت بغربة ... فصرت فريدا في البرية أوحدا

تسرمد وقتي فكيف فهو مسرمد ... وأفنيت عني فصرت مجددا

وقال الآخر:

لو كنت املك طرفي ما نظرت به ... من بعد فرقتكم يوما إلى أحد

ولست أعتده من بعدكم نظراً ... لأنه نظر من ناظري رمد

وقال الآخر:

تزود من الدنيا النقاخ ولن ترى ... بوادي الغضا ماء نقاخا ولا وردا

ونل من نسيم ألبان والرند نفحة ... وهيهات وادٍ ينبت ألبان والرندا!

وكرر إلى تجدٍ بطرفك أنه ... متى تغد لا تنظر عقيقا ولا نجدا!

وقال الآخر:

أكلف القلب أنَّ يهوى وألزمه ... صبرا وذلك جمع بين أضداد

وأكتم الركب أوطاري وأسأله ... حاجات نفسي لقد أتعبت روادي

هل مخبر عنده من منكر خبر ... وكيف يعلم حال الرائح الغادي؟

فإنَّ رويت أحاديث الذين مضوا ... فعن نسيم الصبا والبرق إسنادي

وقال الآخر:

زعموا أنَّ من تباعد يسلو ... ولقد زادني التباعد وجدا

إنَّ وجدي بكم وإنَّ طال عهدي ... وجد يعقوب حين فارق عهدا

خليلي إنَّ الجزع أضحى ترابه ... من الطيب كافورا وأغصانه رندا

وأصبح ماء البحر خمراً وأصبحت ... حجارة دراً وأوراقه وردا

وما ذاك إلاّ إنَّ مشت بجانبه ... أميمة أو جرت بتربته بردا

وهذا الشعر يتمثل به السادات في انخراق العوائد واستحالة الأشياء ببركة من جاورها ومسها أو استدعاها من الصالحين.

وذكر صاحب التشوف رحمه الله تعالى عن بعض الناس قال: كنت أتوضأ في البحر على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015