إنها لرشحاء «1» ، فقالت: يا بنى نمير، والله ما امتثلتم فىّ واحدة من اثنتين، لاقول الله عز وجل: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ)
ولا قول الشاعر:
فغضّ الطّرف إنّك من نمير
وساير شريك بن عبد الله النميرى يزيد بن عمر بن هبيرة الفزارى، فبرّزت بغلة شريك «2» ، فقال له يزيد: غضّ من لجامها، فقال: إنها مكتوبة أصلح الله الأمير! فضحك، وقال: ما ذهبت حيث أردت وإنما عرّض بقوله: «غضّ من لجامها» بقول جرير:
فغضّ الطّرف إنك من نمير
فعرّض له شريك بقول ابن دارة:
لا تأمننّ فزاريّا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار «3»
وبنو فزارة يرمون بإتيان الإبل، ولذلك قال الفرزدق ليزيد بن عبد الملك لما ولى عمر بن هبيرة «4» العراق:
أمير المؤمنين لأنت مرء ... أمين لست بالطّبع الحريص
أولّيت العراق ورافديه ... فزاريّا أحذّ يد القميص «5»
ولم يك قبلها راعى مخاض ... ليأمنه على وركى قلوص «6»