رياض النفوس (صفحة 985)

عمد إلي المبيت في سقيفة الحصن وجعل فرشه خلف الباب بعد أن غلق، و [ذكر أنه] اجتمع تمام بعمرون في داخل القصر بعد أن غلق، فلما كان في السحر سمع آذان عمرون خارج القصر والباب مغلق بعد لم يفتح، ثم فتح الباب وخرجوا (إلى عند عمرون)، فوجدوه عند شجرة لوز، فقعدوا (عنده)؛ قال أبو الحسن (بن تمام): فقمت - لمكاني من الصغر - إلى شجرة اللوز فتناولت / منها [شيئا] فكسرته وأكلته، فأصبته مرّا، فقلقت منه فلما رآني عمرون وقلقي مدّ يده إلى الغصن، فأخذ منه وكسر وأعطاني إيّاه، فأكلت [منه، فوجدته] حلوا، فمددت يدي، وأخذت ثانية، فوجدته مرّا، فمدّ عمرون يده، فأخذ وكسر (أيضا) ثم أعطاني، فوجدته حلوا.

قال الشيخ الفقيه أبو الحسن: فلما فرغ الشيخ أبو إسحاق من الحكاية قلت أنا له: كيف كان أبو الحسن هذا؟ قال: ما كان إلاّ رجل صدق، وذكر (أنه) ليس ممن يتعمّد الكذب، ولا يرضى به. فقلت له: فما ترى أنت - أصلحك الله - في هذا؟ فانتبه وقال لي: إنما أخبرني به أبو الحسن بن تمام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015