رياض النفوس (صفحة 956)

ثم كانت سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة

وفيها توفي:

237 - سعيد بن الأصفر المعلم (*)

كان ذا أوصاف جميلة، وكان إذا جنّه الليل يقول:

اللهمّ اجعلنا من قوم رفعهم الوفاء بعهدك، فخضعت لك نفوسهم، واستحيت منك قلوبهم، وأطرقت جوارحهم بالفقر والفاقة، والرضى والتسليم فصرخوا إليك بلسان الفقر، وأعولوا بالبكاء خوف الانقطاع، يبكون بأنفسهم على أنفسهم.

قال أبو عبد الله بن التمار: كنت أحضر عنده في المسجد، فأنا عنده يوما حتى أقبل أبو محمد الجبي، وأبو بكر بن سعد، ويونس السقاء، قال يونس: ومررنا في طريقنا بفول أبيض سخن قد أخرج من القدر، فتاقت نفسي إليه أنا وأبو بكر ابن سعد وأعجبنا. قال أبو عبد الله: فلمّا سلّموا على سعيد المعلم وجلسوا أخرج خرّوبة من تحته وقال لي: اذهب فاشتر (بها) فولا سخنا. قال: فجئته به. فقال اجعله بين يدي أبي بكر، فقال له / أبو بكر:

لست آكله حتى تعرفني ما سبب هذا؟ فقال له سعيد: لما رأيتك مقبلا تاقت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015