رياض النفوس (صفحة 923)

فلا تحدّثني. فيقول: يا حبيبي يا أبا الربيع من ينوي يسكت ويشتغل عن ذكر الله - عزّ وجلّ - وهو يقول: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}.

وكنت أدخل إليه ويده مبسوطة وهو يقول:

اللهمّ أنزل بقلبي منك فرحة لا تنقضي، ومحبة لا تنجلي، واكشف الغطاء عن قلبي حتى يرى من عظمتك وسلطانك ما تعتقني به من رق الدنيا، اللهمّ عظّم قدرتك في قلبي حتى إذا هممت بذنب أو أردته كانت هيبتك وعظمتك والحياء منك يمنعني من ذلك.

قال: وكنت أدخل إليه وهو يعلّم الصبيان [بالقصر] ويصيح: اقرؤوا يا صبيان، وهو ينعس، فقلت له: ما هذا يا سيدي يا أبا إسحاق؟ (فقال لي): طرقي إلى الله عزّ وجلّ عامرة وقد رفعت إليه خبري، وأنا أنتظر الفرج [من الله عزّ وجلّ].

قال: ثم أتيت إليه بعد ذلك بأيام، فأصبته في المسجد، فقال لي:

قضيت الحاجة يا أبا الربيع، لست أعلم صبيا بعدها.

وكان [يقول:

إليك أسندت ظهري الضعيف، وبك تتمّ آمالي، وإليك] ترفع أعمالي، وقد رفعت خبري إليك، / وقد قصرت آمالي كلّها إلاّ فيك، وماذا عاديت فيك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015