رياض النفوس (صفحة 909)

عليك أبا الفضل استباق دموعي ... وشغلي بأنواع الأسى وولوعي

وناران: نار في المآقي من البكا ... ونار من الأشجان بين ضلوعي

على طاهر الأخلاق عف مبرّئ ... من السوء محمود بكل صنيع

أديب أريب ماجد متكرم ... حليم وقور الجانبين بديع

/ على سنّة الإسلام عاش كأنما ... يقابله منها انفلاق صديع

منوع من الفحشاء والإثم نفسه ... وليس لباغي فضله بمنوع

بنفسي صريع جالت الخيل حوله ... بمعترك الأبطال أي صريع

قضى نحبه بين الأسنّة والظبى ... شهيدا مع العبّاد غير جزوع

وظل إلى دار العلى متطلعا ... يناجي إليها نفسه بطلوع

وضمّخ في مثل الخلوق بطعنة ... كست صدره المحمود ثوب نجيع

ومدّ يمينا كان معتمدا بها ... لطول سجود أو لطول ركوع

وقلب طرفا طال ما بات ساهرا ... بمحرابه يذري وكيف دموع

وما مات حتى بشّر الحور باسمه ... وعاينّه في صحة وهجوع

وأشرفن من أعلى الجنان تشوّقا ... ونادين فارتاح ارتياح سميع

/ ولو قيل: بع بعض الذي نلت بالذي ... تركت لكان البعض غير مبيع

ولست له أبكي ولكن لمعشر ... أصيبوا به من مفرد وجميع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015