رياض النفوس (صفحة 894)

بعرقهم خوفا منهم على أنفسهم من بني عبيد أن ينالوهم بمكروه. رضي الله تعالى عنهم.

ولما توفي - رحمه الله - رثاه أبو محمد بن أبي زيد الفقيه بمرثية حسنة أنشدنيها أبو عبد الله الحسين بن أبي العباس الفقيه وهي:

يا من لمستعذب في ليله حزنا ... مستوطن من بقايا دائه وطنا

/ بدّلت بعد لذيذ العيش في كبدي ... جمرا وحزنا نفى عن مقلتي الوسنا

وبت للنجم أرعاه أخا سهر ... والورق تندب في تغريدها سكنا

فهيّجت سقما من قلب مكتئب ... وبت أسعدها حينا وتسعدنا

ما للذاذة قد [ماتت] وقد جنيت ... مرارة العيش واللذات تهجرنا

والقلب يشهد عن قلب الكئيب وعن ... جمر بأحشائه قد أوقدت شجنا

قل للجفون وللأحشاء إذ نكبا ... لا تبكيا طللا عاف؟ ولا دمنا

يا عين وابكي لمن في فقده فقدت ... جوامع العلم والخيرات إذ دفنا

ريب الحوادث لا ترثي إذا طرقت ... على قبيح ولا تبقي لنا حسنا

والموت لا بدّ يغشى الخلق كلهم ... لكن بأهل التقى والعلم يفجعنا

/ لو كنت تقبل منا عنهم عوضا ... لكان منك نفاديهم بأنفسنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015