رياض النفوس (صفحة 863)

بالإسكندرية، وقد أوصاني بهذه القصبة أن أصرفها إليك، فقلت له: لم لم تكن صديقي كما كان عمك؟ فقال: عمي كان رجلا صالحا وأنا فاسق، ثم غاب عنّي.

حدثنا أبو الحسن (علي) الأنصاري السائح، [وكان] رجلا صالحا، قال: كنّا مع سعدون الخولاني في الدور الذي (كان) يدور على الحصون حتى حاذينا ينونش فسمعنا سعدونا وهو يسلّم على من لا نراه فقلنا له:

ما هذا - أصلحك الله -؟ فقال صاحبنا جاء يسلّم عليكم وعليّ ويصحبكم حتى ينقضي سفركم، قال السائح، فكنّا إذا جلسنا في بيت نسمع حسّه ولا نراه حتى رجعنا، فلما حاذينا الموضع الذي اجتمعنا به فيه قال لنا سعدون: [إنّ صاحبكم يسلّم عليكم ويؤمل الرجوع، فقلنا لسعدون]: وكيف يفارقنا ولم يفدنا بفوائد عن أصحابه الذين / يؤذون الناس؟ فقال الجني لسعدون: إنهم يشاركونكم في المطعم والمشرب والملبس (والنوم) قالوا: عرفنا بذلك؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015