رياض النفوس (صفحة 810)

وعشرين ختم بنا ختمة وأخذ (في) الدعاء والبكاء والتضرع إلى الله عزّ وجلّ والالتجاء إليه والناس خلفه يبكون ويتضرعون، فتاب إلى الله عزّ وجلّ وأناب في تلك (الليلة) نحو السبعين رجلا، فمنهم من ندم على شرب الخمر، ومنهم من كان على غير ذلك من الذنوب، فصاروا كلهم إلى التوبة النصوح بفضل نيته وجميل طويته.

وفيها توفي:

213 - أبو الحسن الصقلي (*) الجزيري

قال أبو سليمان ربيع القطان بخطه: كان أبو الحسن هذا من خيار الناس.

ذكر لنا عنه أنه كان على منواله صامتا لا ينطق إلاّ بذكر الله عزّ وجلّ أو بما يعنيه، فإذا أقيمت الصلاة تأوّه واجتر نفسه وتواجد وقال /: واذهاب عمري في خسارة.

قال ربيع القطان: وسمعته يقول: والله الذي لا إله إلاّ هو ما شيء في وقتي هذا أقرّ لعيني من القدوم على الله تعالى، لأني قد تحقق ظني به، فقلت له:

سررتني والله.

ودخلنا عليه بداره نعوده عند مسجد أبي زرجونة، فقال لنا: كان عندنا (يا أبا سليمان) بثغر صقلية رجل يقال له أبو علي الطنجي - أنا رأيته وعرفته -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015