رياض النفوس (صفحة 802)

بالناس الأشفاع في مسجده ثم ينصرف الناس بعد فراغه فيلقي بنفسه في ثيابه فيأخذ راحة ثم يقوم فيبتدئ من أول القرآن، فإذا كان وقت السحور أقام أصحابه وقد بلغ سورة «الملك» فيتقدم فيصلي بهم تمام الختمة ويدعو هكذا كان دأبه حتى خرج إلى مصر.

قال ولده سعيد: كان أبي قد قرأ القرآن على أبي عبد الله محمد بن خيرون المقرئ زمانا طويلا، وكان ابن خيرون إذا خرج إلى سوسة يرابط خرج أبو سعيد في إثره، فكان ربما تعذر عليه النوم في القائلة، فيرسل إليّ فآتيه فأقرأ عليه حتى ينام.

وكان له صوت حسن بالقرآن. قال ولده: لقد كنت أخرج معه للرباط فينزل بقصر سهل، فكان يقوم بنا كل ليلة في شهر رمضان ويجتمع خلفه جماعة فأسمع البكاء والشهيق من كل مكان. ولم يكن يتكلف [في] قراءته.

وكان يحسن الفروسية، مولعا بشراء الخيل، ويخرج إلى الرباط بها للحرس على المسلمين والسياحة على البحر.

وكان ربما خرج من سوسة هو وأبو جعفر / أحمد بن سعدون الأربسي وأبو بكر بن أبي عقبة فيقفوا صفّا واحدا كأن العدو بين أيديهم ويجرون خيلهم في ذلك الموضع حتى (تطلع) الشمس. رحمهم الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015