رياض النفوس (صفحة 769)

لولا أني أعزك بالقضاء وأخشى دعاءك لوليتك. ثم تركه.

وكان من التواضع على غاية، ذكر أنه دخل يوما على (بعض) فقهاء سوسة وهو محمد بن بسطام - وكان فيه ضيق خلق - يعوده في مرضه في اليوم الثالث من وجعه، فسلّم ولم يأبه إليه فجلس في الموضع الذي تلقى فيه النعال والأقراق، وكانت بينه وبين المريض وقفة، فلمّا اطمأنّ أبو الغصن جالسا سمع المريض وهو يقول: ألا إنّ هذا العبد السوء أبا الغصن لم يرض أن يعودني في مرضي / هذا، فقام أبو الغصن على قدميه قائما وقال: هذا أنا قد أتيت لزيارتك وعيادتك إجلالا وإعظاما لحقك، فارتج على الرجل [وقال له]: لم لم ترتفع؟ فقال له: أنا عبد مولى والعبد لا يتخطّى رقاب مواليه.

وكان في جواره شاب بطّال ممعن في الملاهي. وأبو الغصن في كل ذلك لا يتجهم في وجه الشاب خوفا أن يشرد منه، فأقيمت الصلاة يوما في مسجد أبي الغصن، فقال أبو الغصن للشاب: تقدّم فصلّ بنا (فامتنع الفتى، فعزم عليه أبو الغصن وتقدم فصلّى بأبي الغصن) فلما انقضت الصلاة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015